الأحد، 22 نوفمبر 2009

ان شالله الوحشين

لم يكن هناك أحب لنفسها من تلك اللحظات .. حين تنعم بقطرات تنهب المسافات نزولا من السماء .. فقط كي تبلل جبهتها هي . لم تكن تشعر بنشوه حقيقيه الا في تلك الدقائق القليله .. لم تكن تغمرها تلك الرغبه العارمه في المرح الطفولي الا مع تلك القطرات الساحره .. كانت تشعر برغبتها الملحه في أن تركض تحت هذا السيل اللذيذ بلاهدف .. تقفز عاليا ضاربه بيدها الصغيره تلك القطرات التي تهيم بها حبا .. تنظر الي السماء فاتحه عينيها بغير خوف .. فاغره فمها بغير اكتراث لتصرخ ضاحكه في براءه غير مفتعله .. فارجه ذراعيها الصغيرين في حنين واشتياق حقيقيين .. تصر علي أن تجري وتركض وتقفز ناظره الي السماء بلا اهتمام لما امامها او تحت قدميها .. تريد لكل ذره في خلاياها أن تنعم بتلك اللألئ – ( اللي ربنا بينزلهلنا ) – تضم يديها الضئيلتين الي بعضهما .. تشكلهما كوعاء تحت هذا المطر .. تنتظر في لهفه حريصه الي أن يمتلئ .. تقفز مجددا و تقذف ما فيه من ماء لأعلي .. تحاول أن توصله للسماء ثانيه حتي لا تتوقف تلك الحبات اللامعه فتتبدد سعادتها .. تمد يدها تجاه السماء تستجديها المزيد .. خائفه من أن ينضب محتواها .. تعرف تماما أن المطر سيتوقف مهما فعلت .. تعرف تماما أن تلك اللحظه أتيه مهما تمنت واستجدت .. تحزن كثيرا كلما تخيلت قدومها .. تقرر بعمليه أن تستمتع بكل ثانيه حتي تكتفي السماء وتقرر الاستكمال في وقت لاحق .. تعرف انها ستظل مستكينه في حزن الي أن يحين هذا اللاحق .. دائما ما يندهش الجميع عندما يلمسون كل هذا الحب الذي تكنه للشتاء علي الرغم من أنها لم تعاصره الا اربعة مرات .. ويضيفون علي اندهاشهم تعجبا عندما يعلمون بمدي عشقها للسماء الغائمه - مين يا بنتي بيحب الغيمه .. دي وحشه - لأ .. دي حلوه دائما ما تمنت أن تمسك بمنبع المطر الذي يغلق ابوابه في غير الشتاء بلا سبب .. تشرد بخيالها الطفل الخصيب و تتخيل بأتها تتحكم به لتتركه فائضا طوال الايام .. طالما كانت تحلم أن يغزو الشتاء المبهج علي الصيف القاتم .. يسود الربيع بزهوره العطره علي الخريف الذي لا يتخلف ابدا عن فعلته النكراء .. فيصفر الاخضر الجميل و يذبل الزهور الملونه لتنزعج الفراشات فتذهب و لا تعود و يقطف الاوراق النضره من اغصانها ليملأ بها الارض ويدوسها الجميع في غير اعتناء - بابا .. هو امتي الصيف ده هايمشي خالص خالص و مش هايجي تاني ابدا - بابا .. هو ليه الخريف ده بيجي علي طول علي طول يبوز كل اللي عمله الربيع كده - بابا .. كح كح .. كح كح كح ... أتشووه

الاثنين، 9 نوفمبر 2009

حب حقيقي

لماذا دائما أصرخ مع الصارخين بأعلي صوتي : أطلقوا من يبغضني .. و قيدوا من يحيا فقط لأجلي ؟ لماذا دائما أمسك بالسياط مع ماسكيه يد بيد جالدا اياه ممزقا جسده في اصرار وافتنان ؟ لماذا دائما أبصق في وجهه وألطمه بيد ليست خجلي لا ترتعش ؟ لماذا دائما أمسك بالمدق من يد أصحاب أقسي القلوب وأخرق يده وقدمه بمسامير ؟ لماذا دائما أدس في فمه مراره لا قبل لمخلوق بها ؟ لماذا دائما أطعنه و أجرحه فتدمي جنبات جسده لفعلات يدي .. أنا ؟ لماذا دائما أسعي لألمه ؟ لماذا دائما أسعد لأهاته النازفه ؟ لماذا دائما أتلذذ بعذاباته ؟ لماذا دائما أتسبب في ضيقه ودموعه ؟ لماذا دائما أتجاهل ندائه الباكي المتوسل لي أن آتيه ؟ لماذا دائما ألاشي وجوده من حياتي متعمدا ؟ لماذا دائما أهمل محبته التي لن أري لها مثيل الا معه ؟ لماذا دائما أحول عيني عنه هو الذي لا يغفل عني لحظه ؟ لماذا دائما أتناسي أنه لن يكون هناك من يدمي نفسه لأجل ابتسامه ترتسم علي وجهي مثلما يفعل ؟ لماذا لا أحبه مثلما يحبني .. لماذا لا أحبه حب خالي من الخوف و الرغبه ؟ لماذا لا أحبه ذلك الحب الذي يقولون عنه ؟ .. حب حقيقي .